جمال المجد عضو جديد
عدد الرسائل : 13 تاريخ التسجيل : 21/10/2008
| موضوع: كلام نفيس ماتع للشيخ أبي سعيد حول عمل المرأة . الثلاثاء 28 أكتوبر 2008, 10:28 | |
| حكم عمل المرأة خارج بيتها حكم عمل المرأة خارج بيتها | | | |
كتـب المقال أبي سعيد الجزائري | الجمعة, 19 سبتمبر 2008 11:06 | السؤال : ما حكم الشريعة الاسلامية في خروج المرأة من بيتها بدون محرم بحج البحث عن العمل ؟
الجواب : إن الإسلام قد صان المرأة وحفظها من التلاعب بها ومن استغلالها في الباطل ، ولذلك فإنه لم يوجب عليها كسب القوت وإنما أوجبه على وليها قبل زواجها وبعد الطلاق إن طُلقت أو مات عنها زوجها ، ولم تتزوج مرة أخرى ،( وليها : الأب ، الأخ ، الابن ، ابن الابن ، إلخ ... ) وأوجبه على زوجها ما دام عقد الزواج قائما ، قال الله تعالى :{وعاشروهن بالمعروف } ] النساء 34 .[
كما لم يوجب الإسلام على المرأة الخروج لصلاة الجمعة والجماعة ، ولم يوجب عليها الجهاد في سبيل الله ، ولذلك فقد أمرها الله تعالى بالقرار في البيت ، وهذا من مصلحتها ومصلحة المجتمع قال الله تعالى : { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } ]الأحزاب 33 [ وإن الله تعالى الذي خلقها يعلم قدراتها ومدى تحملها فشرع لها من الأحكام ما يناسب طبيعتها وأنوثتها ، وليس في هذا ظلم لها بل هذا هو الواقع وهذا هو الشرع ، هذا هو الأصل ، وهذه هي القاعدة العامة ، وإذا احتاجت المرأة إلى الخروج من بيتها فإنه يجوز لها ذلك ، ولا يُشترط لها محرم إلا في السفر ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { قد أذن الله لكُن أن تخرجن لحاجتكن }] رواه البخاري ( 5237) ومسلم ( 2170 ) [
وفيما يخص خروج المرأة من أجل كسب القوت فإنه يجوز ذلك بشروط :
1 – أن تخرج متسترة محتشمة بجلبابها الشرعي وهذا الشرط واجب في كل خروج
2 – أن تكون في حاجة فعلا للمال ، وليس للتوسع في الدنيا وملذاتها
3 – أن لا يكون هناك من ينفق عليها لفقر وليها أو بخله أو فقر زوجها وعدم قُدرته على النفقة ، وعدم وجود مصدر رزق شرعي له من إعانة ، أو زكاة أو صدقات
4 – أن لا تجد عملا في بيتها تكسب منه المال ويُغنيها عن الخروج ، كالخياطة والتطريز ، وصناعة الحلويات للناس ، وأعمال الحاسوب ( الكمبيوتر ) ونحو ذلك
5 – أن لا يكون عملها مخالفا للإسلام ، كبيع الخمر، أو مخالطة الرجال والخلوة بهم
6 – أن لا يخالف عملها طبيعتها اللطيفة ، وأنوثتها الرقيقة فلا تعمل في إصلاح الطرقات العامة ، ومد الجسور ، وتنظيف المجاري وأعمال الحدادة ونحو ذلك
7 – أن لا يؤدي عملها إلى إهمال شؤون بيتها وزوجها وأولادها
تنبيهات :
الأول : ليس في الشروط السابقة تعسف أو ظلم للمرأة ، وإنما فيه رجوع إلى الخير وللاطمئنان والسعادة الحقيقية ، وسيرجع أهل الخير إلى ذلك وقد رجع كثير منهم ، لأنه تبين لهم أن الإسلام هو دين الحق في كل شؤون الحياة ومنها شؤون المرأة وتبين لهم إفلاس المناهج المخالفة للإسلام قال تعالى : { سنريهم ءاياتنا في الأفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق } ]فصلت 53 [
الثاني : بما أن كثيرا من الناس قد خالفوا تلك الشروط في هذا الزمان ، فإن مداواتها تحتاج إلى حكمة ولين وموعظة حسنة ، مع الابتعاد عن العنف ، وعن التغييرات المفاجئة التي فيها قلق واضطراب قال تعالى { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن } ]النحل 125[
الثالث : قد يقول قائل إن الكلام في هذه المسألة غير ذي موضوع اليوم ( يعني لا فائدة منه ) لصعوبة تغيير الحال ؟ والجواب : أن العلم بالشيئ ولو لم يُطبق لظروف ، خير من الجهل به ، وإذا رأى الله تعالى فينا النية الحسنة والعزيمة الصادقة فإنه سيسهل لنا الأسباب وهذا نوع من الجهاد السلمي كما قال تعالى :{ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين } ]العنكبوت 69 [
كتبه : أبو سعيد بلعيد بن أحمد
17 جمادى الثانية 1428 |
| |
|