سئل الشيخ صالح آل الشيخ ـ حفظه الله ـ
س: أيهما أولى لطالب العلم المبتدئ حفظ القرآن وتفسيره أو الاهتمام باللغة العربية دراسة وحفظا وغير ذلك؟
ج: هذا لا يمنع من هذا، حفظ القرآن ومعرفة تفسيره هذا هو الواجب، فأن تحفظ القرآنَ إذا كنت طالب علم؛ لا يمكن أن تكونَ طالب علم إلا بحفظ والعلم بما فيه؛ لأن الحجة هي كتاب الله جل وعلا، وسنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فإن لم تحفظ ولم تعرف معناها، فكيف تكون حجتك قائمة، وكيف تدلي بها وكيف تكون أنت مقتنعا أصلا بما سلكتَ!؛ ولهذا الاعتناء بالقرآن هذا من الضروريات.
وقد كان عددٌ مِن المشايخ المتقدمين رحمهم الله تعالى لا يأذنون للطالبِ أنْ يحضرَ عليهم في الدرس حتى يحفظَ القرآن، فإذا حفظ القرآن؛ فإنه حينئذ يحضر الدرس ويحفظ بقيةَ المتون أو يسمعُ الشرح ونحو ذلك؛ لأنه يكونُ أمتن لِعُودِه.
فإذًا: القرآن في حفظه ومعرفةِ تفسيرِه أولى مِن تعلم اللغة العربية على ما هو معروف في درس النحو؛ لكن يعمل هذا وهذا، المرء لن يستغرق القرآنُ منه وقتَه كلَّه؛ وإنما سيأخذُ منه شيئا، فالوقت الباقي أنْ يُمضيَه في غير ذلك.
القرآنُ لا يقدَّم عليه غيرُه، بل يقدَّم القرآنُ على غيرِه.
وقد قال أبو عبد الرحمن السلمي: حدثنا الذين كانوا يُقْرِئوننا القرآنَ أنهم كانوا لا يتجاوزون عشرَ آيات حتى يحفظوهن ويتعلموهن ويعمَلوا بما فيهنّ. قال: فأخذْنا العلمَ والعملَ جميعا. وهذا بإعانة الله جل وعلا وتوفيقه يحصل. اهـ
[من شريط مفرغ: اللقاء المفتوح 19/11/1411]