هكذا فلتكن خطب الجمعة

اعلموا إخواني الكرام أننا في زمن اختلطت فيه المفاهيم ، واختلفت فيه الآراء ، واختلت فيه بعض الموازين ، وهذا لا يخفى على ذي لب و بصيرة ، فوجب على الملتزم الصادق ، وكل من يسير في طريق الاستقامة الجادة ، أن يوضح منهجه ، ويبين مسلكه ، إبراء للذمة ونصحا للأمة ، ومن ذلك بيان ما يجب أن تتناوله خطب الجمعة من مواضيع ، و تعالجه من قضايا ، إن أسمى منهج تكون عليه خطب الجمعة هو منهج القرآن و السنة ، اللذين بينا كل شيء تصلح به الأمة ، في دينها ودنياها ، في معاشها ومعادها ، قال تعالى : ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين ، خطب الجمعة عقيدة و عبادة ومعاملات وقصص ، عقيدة توضح للأمة بيسر وسهولة دونما تعقيد ، فيرسخ في النفوس حب الخالق المجيد ، وخوفه ورجاءه والتوحيد ، وكذا الإيمان بعالم الغيب ، فتتطلع القلوب إلى الجنة وتتشوق إليها ، ، وتخاف النار وترجو النجاة منها ، خطب الجمعة توضح فيها السبل الصحيحة للعبادة ، وبيان الأخطاء الشائعة ، بجميل منطق ، ولطيف عبارة ، وحكمة رصينة ، خطب الجمعة تعالج فيها قضايا المعاملات ، وما يجب أن يكون بين المؤمنين والمؤمنات من بيع وشراء و زواج وطلاق وعلاقات أسرية و قضايا اجتماعية و توجيهات تربوية ، خطب الجمعة تحسيس للمسلمين بواقع الأمة و آمالها وآلامها ، وما تعيشه بعض أصقاعها من محن ولأواء ، وجراحات دونما دواء ، كل ذلك بعاطفة صادقة نابعة من الكتاب والسنة ، مربوطة بهم علماء الأمة الثقات الأثبات ، عاطفة مقيدة بالعلم يزينها الحلم ، دونما تهريج أو تحريش أو تسييس ، خطب الجمعة قصص قرآني ونبوي ، تستلهم منه العبر ، وتستخلص منه الدروس والعظات الدرر ، قال عز من قائل عليما ، مخاطبا نبيه الكريم ، مبيننا منهجا دعويا عظيما غفل عنه كثيرون ، قال سبحانه : فاقصص القصص لعلهم يتفكرون ، وقال جل في علاه : لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ،

نعم إنها قصص وسير لكنها من صحيح القصص والسير ، ليست قصص الخرافيين ، ولا حكايات القصاصين الدجالين ، بل قصص حق وسير صدق لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .

إخوة الإيمان و العقيدة ، هذا منهجنا ، وهذه سبيلنا في خطبنا ، لن تكون بحول الله مقتصرة على جانب دون آخر ، فليست خطبا تهييجية تحريشية ، سياسوية تفريقية كأنك تسمع أوترى قناة إخبارية ، كما أنها ليست خطبا كليالي الشتاء ، تلكم الليالي التي لا يخفى عليكم طولها وشدة بردها ، كما أنها ليست خطبا للتنكيت والضحك ، و الهزل والمزاح . وخير الهدي هدي محمد r

بسم الله الرحمان الرحيم

.جزاك الله خيرا أخانا المدير أبو أنس على النصائح التي ألقيتها

بارك الله فيك أخي أبا أنس

بارك الله فيك أخي أبو أنس وينقا لركن الخطب المفرغة

بارك الله فيك أخي الفاضل و جزاك الله كل خير