--------------------------------------------------------------------------------
قال الشيخ العثيمين في تفسيره لجزء عم حينما بلغ قول الله تعالى { وما نقمو منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد } قال الشيخ رحمه الله قوله: (الحميد) بمعنى: المحمود، فالله سبحانه وتعالى محمود على كل حال، وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا جاءه ما يسر به قال: ( الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ) وإذا جاءه خلاف ذلك قال: ( الحمد لله على كل حال ).
وهذا هو الذي ينبغي للإنسان أن يقوله عند المكروه: ( الحمد لله على كل حال ) أما ما تسمعه من بعض الناس: الحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه، فهذا خلاف ما جاءت به السنة، بل قل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( الحمد لله على كل حال ) أما أن تقول: (الحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه) فكأنك الآن تعلن أنك كاره ما قدر الله عليك، وهذا لا ينبغي، بل الواجب أن يرضى الإنسان بما قدر الله عليه مما يسوءه أو ما يسره؛ لأن الذي قدره عليك هو الله عز وجل وهو ربك، وأنت عبده وهو مالكك وأنت مملوك له، فإذا كان الله هو الذي قدر عليك ما تكره فلا تجزع، يجب عليك الصبر وألا تسخط، لا بقلبك ولا بلسانك، ولا بجوارحك، اصبر وتحمل الأمر وسيزول، فدوام الحال من المحال، قال النبي صلى الله عليه وسلم:
( واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً ).
فقوله جل وعلا: (الحميد) أي: المحمود على كل حال، من سراء أو ضراء؛ لأنه إن قدر السراء أو الضراء فهو ابتلاء وامتحان، قال الله تعالى: { وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً } [الأنبياء:35].
ولما رأى سليمان عليه السلام عرش بلقيس بين يديه في لحظة ماذا قال؟ قال: { هَذَا فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ } [النمل:40].
فأنت يا أخي! إذا أصبت بالنعمة لا تأخذها على أنها دليل على رضا الله عنك، فتفرح وتمرح، هي نعمة لا شك، لكن اعلم أنك ممتحن بها، هل تؤدي شكرها أو لا تؤدي؟ وإن أصابتك ضراء فاصبر، فإن ذلك أيضاً ابتلاء وامتحان من الله عز وجل ليبلوك هل تصبر أو لا تصبر؟ وإذا صبرت واحتسبت الأجر من الله فإن الله يقول: { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [الزمر:10].
وقد سئل الشيخ المنجد على هذا الدعاء وهذا هو نص السؤال] سؤال رقم 33663- هل يقال - "الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه"؟
هل من السنة أن ندعوا إذا أصابنا مكروه فنقول : الحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه . هذا الدعاء أسمعه كثيراً ، ولا أدري هل هو ثابت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم لا ؟.[
الحمد لله
هذا الدعاء ليس وارداً عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، والوارد عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو ما رواه ابن
ماجه (3803) عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى مَا يُحِبُّ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي
بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ ، وَإِذَا رَأَى مَا يَكْرَهُ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ . حسنه الألباني في صحيح ابن ماجه .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "تفسير جزء عم" (ص 127) : ثم نقل قول الشيخ العثيمين رحمه الله المذكور أعلاه . والعلم عند الله
وقد سؤل كذلك الشيخ المنجد حفظه الله ونفع بموقعه الذي والله استفاد منه الكثير والكثير اللهم وفقه لما تحبه وترضاه اللهم أمين
سئل ]سؤال رقم 11522- هل يجوز أن نسأل الله رد القضاء
ما صحة هذا العبارة التي يدعو بها بعض الناس : ( اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف بي ) ؟.[
الحمد لله
هذا الدعاء يجري كثيراً على الألسنة ، وهو دعاء
لا ينبغي ، لأنه شُرع لنا أن نسأل الله رد القضاء إذا كان فيه سوء .
ولهذا بوب الإمام البخاري رحمه الله باباً في صحيحه
قال فيه : ( باب من تعوذ بالله من درك الشقاء ، وسوء القضاء ، وقوله تعالى :
( قل أعوذ برب الفلق ، من شر ما خلق ) الفلق/1-2
ثم ساق قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( تعوذوا
بالله من جهد البلاء ، ودرك الشقاء وسوء القضاء ) البخاري 7/215 كتاب القدر
من كتاب الإيمان بالقضاء والقدر لـ محمد بن إبراهيم الحمد ص 147