دعوة إلى منهج السلف الصالح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 لزوال الغُمّة•• لا بد من توبة الأمة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
يونس
عضو نشيط
عضو نشيط
يونس


عدد الرسائل : 112
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 07/05/2008

لزوال الغُمّة•• لا بد من توبة الأمة Empty
مُساهمةموضوع: لزوال الغُمّة•• لا بد من توبة الأمة   لزوال الغُمّة•• لا بد من توبة الأمة I_icon_minitimeالأربعاء 21 مايو 2008, 20:25


لزوال الغُمّة·· لا بد من توبة الأمة
التوبة تفطّن لها المشركون الجاهلون الآثمون، فتجدهم يبتهلون الله عند الضرر والشعور بالهلكة، فكيف لا ينتبه لها المسلمون الطاهرون·
والتوبة قسمان: توبة بفعل الطاعات بعد تركها، كأداء الصلوات بعد التهاون عنها، وإيتاء الزكاة بعد منعها، وتوبة باجتناب المعاصي وترك الذنوب التي أسرفت نفس الإنسان في فعلها· وسنتحدث عن توبة ترك المنكرات لانتشارها وطغيانها في مجتمعنا، وإن كانت أقل أهمية من توبة فعل الطاعات· وقبل ذلك، هناك تقسيم آخر للتوبة قد لا يتبادر إلى الذهن ولا يخطر ببال وهو: توبة خاصة وتوبة عامة· فكما أن هناك توبة الأفراد هناك توبة الأمة عامة وهي موضوعنا، لقوله تعالى: ''وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون''· وقد قص القرآن علينا توبة أمة بأكملها ففرّج الله عنها، أولئك قوم يونس عليه السلام·
وهناك مجال يحسن بالأمة التوبة منه في هذا الزمان لما فيه من شر مستطير، ألا وهو التوبة من الإسراف وتبذير المال، فالإسراف نذير شؤم ومؤذن هلاك، فهو يُفضي إلى الفاقة، وينزل إلى طبقة المقلين أو المعدمين· والإسراف في الترف ينبت في النفوس أخلاقا رذيلة منبوذة كالجبن والجور وقلة الأمانة، والإمساك عن البذل في وجوه الخير، وهذه كلها مهلكة للمجتمع مميتة له· وقد نتساءل: كيف للإسراف أن يحقق كل هذه المفاسد؟ الإسراف يسهل على النفوس ارتكاب الجور، لأن المنغمس في الترف يحرص على اكتساب المال ليُشبع شهواته فلا يبالي إن أخذه من طرق مشبوهة أو غير مشبوهة، فيمد يده إلى الاستيلاء على ما في يد غيره من طريق الرشوة، أو من طريق الغصب والقهر والظلم إن كان ذا سلطان وقوة·
الإسراف يذهب بالأمانة، لأن الغريق في الترف إنما همّه الوصول إلى زينة أو لذة أو مركب ونحوه، وكثيرا ما تدفعه هذه الشهوات إلى أن يخون من ائتمنه أو يقتل مورثه، فيمد يده إلى المال الذي اؤتمن عليه وينفقه في شهواته الطاغية·· فكم نطّلع على وقائع يخون فيها الابن أباه والأخ أخاه والعامل من ائتمنه· وقائع يكون المال المستهلك فيها عظيما، لكنه ذهب فيما لا أثر له·
الإسراف في الترف يقل معه النبوغ في العلم·· ذلك أن النفس المحفوفة بالرفاهية من كل جانب يضعف طموحها إلى الخبرات العقلية، لأنها في لذة قد تشغلها عن طلب العلوم، طلبا قد يبلغ بها مرتبة العبقرية··
ومن المعلوم أن مرتبة العبقرية لا تدرك إلا باحتمال مصاعب واقتحام أخطار· والمسرف في الترف ضعيف العزيمة لا يثبت أمام المكاره والشدائد· هذه بعض مضار الإسراف·· وقد يقول قائل: إن فئة عريضة من مجتمعنا تشكو الفقر، الفقر المدقع في بعض الأحيان، فكيف لها أن تسرف؟ ولماذا تنهى عن الإسراف، أليس هناك تناقض؟ نعم فئة من الناس لا تجد الضروري من العيش، لكنها تسرف في أشياء تضر النفس ولا تنفعها، كالمخدرات والحبوب المهلوسة· بل هذه الفئة كما بلغنا تأخذ متاع بيوتها فتبيعه لأجل هذه السموم ولفرط الإدمان· ومثل هذه الفئة وغيرها يحق فيها كلام العلامة محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله إذ يقول: ''إن أمة تنفق الملايين في الشهر على القهوة والدخان، وتنفق مثلها على المحرمات، وتنفق مثلها على البدع الضارة، وتنفق أمثال ذلك كله على الكماليات التي تنقص الحياة ولا تزيد فيها، ثم تدّعي الفقر إذا دعاها داعي العلم لما يحييها، لَأمة كاذبة على الله، سفيهة في تصرفاتها''· وقال رحمه الله: ''المال الذي تنفقه في المحرمات يسوقك إلى النار، والمال الذي تبدده في الشهوات يجلب لك العار، والمال الذي تدخره للورثة الجاهلين تهديه إلى الأشرار، وتبوء أنت بالتبار والخسار· أما المال الذي تحيي به العلم، وتميت به الجهل فهو الذي يتوّجك في الدنيا بتاج الفخار، وينزلك عند الله منزلة الأبرار''· نعم، إنه لمن الخسارة العظيمة أن تصير الأمة مبذرة للمال مضيّعة له بإكرام أهل المجون والفسود وإهمال الشباب المؤهل الذي لم يجد من يموّل مشروعه أو ينشر عبقريته· فأمتنا اليوم تنفق على الألعاب النارية والحفلات الليلية ما الله به عليم، وأبناؤها حفاة عراة قد تخلّوا عن الدراسة بسبب نقص كراسة· لذلك لا نعجب أن صنّف القرآن طائفة من الناس وجعلهم إخوانا للشياطين بمثل هذه الأفعال إلا أن يتوبوا، قال تعالى: ''إن المبذّرين كانوا إخوان الشياطين''· نسأل الله أن يتوب علينا وأن تتوب أمتنا·
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://chaouiche.jeeran.com
أبو أنس
المدير العام
المدير العام
أبو أنس


عدد الرسائل : 136
الموقع : saber2@gawab.com***www.saaid.net
صورة شخصية : لزوال الغُمّة•• لا بد من توبة الأمة Caaoca10
الدولة : 0
الدولة : 0
1 : اللهم إني أسألك سكنى المدينة المنورة
تاريخ التسجيل : 30/04/2008

لزوال الغُمّة•• لا بد من توبة الأمة Empty
مُساهمةموضوع: رد: لزوال الغُمّة•• لا بد من توبة الأمة   لزوال الغُمّة•• لا بد من توبة الأمة I_icon_minitimeالخميس 22 مايو 2008, 16:12

وفقك الله لكل خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://iman.hooxs.com
 
لزوال الغُمّة•• لا بد من توبة الأمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
دعوة إلى منهج السلف الصالح :: المنابر العامة :: المنبرالعام-
انتقل الى: